الثلاثاء، أغسطس ٠١، ٢٠٠٦

الزائدة الدودية

صرخت بقوة.. كان الألم المنبعث من بطنها يشتد في موجات عنيفة ومتوالية، غير أن الطبية كانت هادئة تماما وكأن شيئ لا يحدث على الإطلاق.بشرتها السمراء الموغلة في الصفرة وشعرها المتدلي رغماً عنه حول سحنتها محيطاً بابتسامة زرقاء باهتة، جميعها شكلت لامبالاة المشهد المتصاعد دون جدوى.وضعت يدها بهدوء على جسد السيدة المنتفض ألماً وقالت ببطء: إن كل ما تعانين منه ما هو إلا الام المخاض!!اتسعت عيني المرأة في ذهول وهي تكمل: نعم الام مخاض طفل جديدكادت المرأة تموت فزعاً ماذا تقول هذه الطبيبة المزعومة: أنا لست حامل إنها الزائدة الدودية، إن هذا الألم نفسه يداهمني منذ سنين غير أن أحداً لم يتول بعد عملية استئصالها وحالت جميع الظروف دون ذلك!!!حاولت المرأة جاهدة أن تشرح ذلك للطبيبة الباردة غير أنها كانت لاتستمع أو بالأحرى لا تريد الاستماع وفي إصرار رددت: هي ألام مخاض طفل جديد- أنت لا تفهمين لقد استشهد زوجي منذ سنين ولست حاملاً إنها الزائدة الدودية كيف لا تدركين ذلك وأنت طبيبة.ردت الطبيبة في هدوء: أستطيع أن أفهم جميع تخوفاتك ثقي بي فما هي إلا دقائق وينتهي الأمر، فقط أطالبك بالهدوء والتزام الصمت.. سأضطر لشق بطنك وإخراج الطفل وصدقيني بعدها سترتاحين تماما.كادت المرأة تموت فزعاً ولم تعد قادرة حتى على الصراخ والاستغاثة بينما كانت الطبيبة تتوجه بخطوات بطيئة واثقة نحو أحد المناشير الحادة وتتناوله بهدوء ثم تعود إدراجها نحو الجسد الممدود، حاولت المرأة التحرك؛ القفز، الجري غير أن كل شيء فيها كأنه أصيب بالشلل لم تستطع تحريك ساكناً غير أن عينيها كادتا تقفزان من مكانهما رعباً وهي تردد في نفسها: هذه المجنونة ستقتلني ستشق بطني حتى دونما مخدر موضعي يا إلهي ماذا أفعل؟؟دارت حدقتيها فيما حولها، كانت الجارات قد التهين بأحاديث ومشاجرات جانبية وبين الفينة والأخرى تلتفت إحداهن إليها تمصمص شفتيها في تحسر، وبدا وكأنهن لا يدرين حقيقة ما يحدثتمنت لو أن رؤية الساطور تثير انتباههن غير أن هذا أيضاً لم يحدث بل اكتفين بالوقوف وانتظار ما ستفعله الطبيبة!!!وأخيرا نطقت إحداهن بصوت يخجل من صوته: إن علينا وقف هذا الألم والسيطرة عليه.رمقتها الطبيبة بنظرة منذرة واكتفت بقولها: سأفعلوفي هدوء بدأت تشق بطن المرأة التي فقدت وعيها فرقاً ثم أخرجت من جعبتها جسم كروي كبير له فتيل فوضعته داخل الرحم وبدأت تخيط البطن في عجالة وعشوائية وسط صفير وتصفيق الجارات..أدارت الطبيبة وجهها للحاضرات قائلة: مبارك لكم نجحت العملية نحن في انتظار ميلاد شرق أوسط جديد.
يارب تكون وصلت الرسالة
منقول

ليست هناك تعليقات: